راشد الغنوشي : المال والسياسة وحركة النهضة ؟

داخل حركة النهضة تململ حقيقي... خاصة لدى جيل التأسيس وجيل محرقة التسعينات... هنالك حالة من الرفض لسياسات راشد الغنوشي... وهنالك امتعاض من سيطرته المطلقة على الموارد المالية للحركة... وهنالك رفض لتحول حركة وطنية ذات مرجعية إسلامية الى مجرد حركة لزعيم أو قائد.... وهنالك مرارة للعجز الذي أصاب مجلس الشورى الذي تحول الى ديكور للديمقراطية .

وبالمال قوام الأعمال...
راشد الغنوشي كان ذكيا جدا... فهو الذي ينفق على الحركة ومقراتها وإجرائها وندواتها وسفراتها وتظاهراتها... ونجح في ان يكون المصدر الأساسي والوحيد لأموال الحزب.

يروي البعض أن وفدا من القيادات المعروفة للحركة توجه لزيارة الشيخ بعد ان تعرض لحادث مرور... وطلبوا منه أن يقسم الإشراف المالي على ابناء حركة النهضة... كان جواب الشيخ صارما :" أ تريدون وراثتي وأنا حيّ."

اليوم حركة النهضة هي حركة الشيخ الذي نجح في ازاحة جميع منافسيه من صالح كركر الى حمادي الجبالي وعلي العريض وعبد اللطيف المكي وعبد الحميد الجلاصي وغيرهم ...
هي الآن حركة الزعيم الأوحد ... وهو الآن يبحث عن بناء مجد سياسي لصورته باعتباره مشروع قائد سياسي... كل الإمكانات تسخر لذلك من اجل تحسين صورة الشيخ لدى الرأي العام حتى وان كان على حساب مبادئ الحركة وأسسها الفكرية والعقائدية.

وقد أحاط نفسه بجمهرة من التابعين والخاضعين والمطيعين الذين يتزلفون صباح مساء ويباركون القرارات الحكيمة للشيخ الممتاز... حتى وان كانت قرارات خاطئة.

ما هي مصادر أموال حركة النهضة ؟
وأين تنفقها ؟
ومن ينفقها ؟
هل بإمكان حركة النهضة ان تستمر إذا ما توقف الدعم المالي من ثروة الشيخ ؟ أو إذا توفي لا قدر الله ؟

حركة النهضة فقدت كثيرا من بريقها نتيجة اختبار السلطة ... وخسرت أكثر في تحالفها مع نداء تونس والذي انتهى الى إفلاس الدولة والى كارثة اقتصادية وفوضى اجتماعية وانهيار للدينار.
هل تقدر حركة النهضة اليوم على عقد اجتماع شعبي تلقائي يحضره الآلاف.
طبعا ... لا
ولكنها قد تقدر على ذلك باستخدام أساليب التعبئة التي توخاها التجمع لسنوات... تعبئة للجماهير بالأموال... او شراء للذمم.
هذا النقد سوف يرفضه البعض... لان الكلام موجع لمن ينتمي الى دائرة القطيع ذاك الذي يطيع الراعي ولا يجرؤ على نقده.

الأستاذ المعز الحاج منصور