الدكتور الصحبي العمري : القارئ التونسي ذكي لا يهدر ماله للإطلاع على ثقافة الهذيان والهواجس





نشر يوم أمس 08 أوت 2017 الناقد السياسي المثير للجدل الدكتور الصحبي العمري على صفحته الفايسبوكية sahbi amri التدوينة التالية : يعتقد العديد من المنافقين والمنسلخين من جلدتهم أنّ أقرب طريق لإختراق المشهد العمومي والتموقع فيه ينحصر في تقيّئ كتاب يتطهّرون به بكل قلة حياء عن أدرانهم ويتنكّرون بين سطوره إلى إنحرافات أخلاقهم وخياناتهم لمحيطهم القريب والبعيد... ؟


لم يكذب من قال أن مصدر أزمة تونس لا يتعدى تردي أخلاق نخبتها التي تميّزت بالإنتهازية والضجيج والخواء الفكري بعدما وقع فتح المنابر الإعلامية لأطروحاتها الجوفاء .. حيث ما لبث مع مرور الوقت بعد الثورة أن سقط القناع وأُزيلت ورقة التوت التي كانت تغطي عورة أفسد مما أنتج التعليم التغريبي المترنح بين الحداثة والأصالة... ؟


برز نجم عياض بن عاشور في لجنة تحقيق أهداف الثورة والإنتقال الديمقراطي أو ما شابه ذلك من التسميات التي تعمل على نقيضها .. وكانت بداية الخيانة والمنعرج الذي تسللت منه أهداف الثورة المضادة .. ثم جاءنا النكرة ياسين بن إبراهيم خرّيج بل المنخرط في الجمعية التونسية للمتحصلين على ديبلومات من المعاهد الفرنسية العليا ليعطينا دروسا في وصفة كيف يصبح وزيرا في تونس لتتواصل المهزلة مع مكّاس فنادق الدواب في جمّال حكيم بن حمودة ليحكي لنا عن غزوة وزير في مرحلة إنتقالية بعد الثورة ثم يختم المهزلة عميد الصدفة شوقي الطبيب بإصدار بكل غباء كتاب عن المحامين والسياسة وكأنه مرجعا فكريا... ؟



يجتمع هؤلاء المبدعين في البطولات الوهمية في قاسم مشترك يحمل في طياته جينات فشلهم الذريع الذي يتمثل في جهلهم الذريع بتاريخ تونس المعاصر ولن نحكي عن تاريخ بلادنا القديم ... ؟ كل ذلك حدث من أجل التموقع الذي يفتح باب الإنتهازية والتقرب من مراكز النفوذ والقرار لعلهم يظفرون بفتافت من فضلات ولائم السياسة والمخابرات الأجنبية... ؟


لم تكن غايتهم نبيلة في إجتهادات شخصية حول ما ينفع البلاد والعباد حيث لا تتعدى عملية تسويق كتبهم بعض الإهداءات الشخصية بعد أن ركدت شراءات كتبهم لأنّ القارئ التونسي ذكي لا يهدر ماله للإطلاع على ثقافة الهذيان والهواجس التي تغطي إنحرافات ذاتية عميقة لا يتسع المجال لتعدادها لهذه العيّنة من الوصوليين الثقفوت... ؟
الحديث يطول في هذا الموضوع لكشف أسبابه الحقيقية ودوافعه الواقعية خاصة إذا عادت بنا الذاكرة لكتاب البجبوج الذي يحكي فيه عن بذرة الخمّج .. وقد كان صائبا في إختيار هذا العنوان .. وللحديث بقية ..

د. الصحبي العمري


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

راشد الغنوشي : المال والسياسة وحركة النهضة ؟

الأستاذ جلال الهمامي : المنصف المرزوقي من أيّ طينة أنت ؟

كريم حتيرة صاحب محل لبيع السيارات بمرسيليا ... يفضح منظومة مافيا السيارات والمخدّرات والآثار ؟